للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأين المهرب من هذه الآية، ثم جاءت بعد ذلك بأيام فوقفت له على الطريق فلما رآها من بعيد أراد الرجوع إلى منزله كيلا يراها فقالت: يا فتى لا ترجع فلا كان الملتقى بعد هذا اليوم أبدا إلا غدًا بين يدي الله تعالى، ثم بكت بكاء شديدًا وقالت: أسأل لك الله الذي بيده مفاتيح قلبك أن يسهل ما قد عسر من أمرك، ثم إنها تبعته وقالت: أمنن عليَّ بموعظة أحملها عنك وأوصني بوصية أعمل عليها، فقال لها: أوصيك بحفظ نفسك من نفسك وأذكرك قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ} [الأنعام: ٦٠] (١).

أيها الحبيب: الزم الجادة وعليك بتقوى الله والبعد عن محارمه فإن في ذلك صلاح قلبك وفلاح آخرتك .. ولا يكفي أن تقول نعم بل استقم كما أمرت وجاهد نفسك واحرص على حفظ نظرك من الحرام في كل مكان ولا تكن كمن يريد النجاة وهو مستمر على معصيته مقيم على ذنبه ..

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس

قال شعبة: عن منصور، عن إبراهيم، كلم رجل من العباد امرأة فلم يزل بها حتى وضع يده على فخذها، فانطلق فوضع يده على النار حتى نشت «احترقت» (٢).


(١) الإحياء (٣/ ١١٤).
(٢) روضة المحبين (٣٩٧).

<<  <   >  >>