للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه المعصية فكيف ترضى بأن يراك خالقك ورازقك ومن بيده أمر هذا الكون وأنت على حال تغضبه جل وعلا؟ !

قال ابن عباس: يا صاحب الذنب لا تأمن من فتنة الذنب وسوء عاقبته، ولخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب، ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب.

والرجل هو من عمر قلبه بمراقبة الله عز وجل كما قال ابن الجوزي: والرجل والله من إذا خلا بما يحب من المحرم وقدر عليه وتقلقل عطشا إليه، نظر إلى نظر الحق إليه فاستحى من إجالة همه فيما يكرهه فذهب العطش (١).

قال أبو الجلد: أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء: قل لقومك ما بالكم تسترون الذنوب من خلقي وتظهرونها لي إن كنتم ترون أني لا أراكم فأنتم مشركون بي، وإن كنتم ترون أني أراكم فلم تجعلوني أهون الناظرين إليكم (٢).

يا من يرى مد البعوض جناحها ... في ظلمة الليل البهيم الأليل

ويرى نياط عروقها في مخها ... والمخ في العظام النحل

اغفر لعبد تاب من زلاته ... ما كان منه في الزمان الأول

قال أبو عياش القطان: كانت امرأة بالبصرة متعبدة يقال لها منيبة، وكانت لها ابنة أشد عبادة منها، فكان الحسن ربما رآها


(١) صيد الخاطر (١٣٧).
(٢) جامع العلوم الحكم (١٦١).

<<  <   >  >>