للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبين الخاتمة الحسنى.

قال الحافظ أبو محمد عبد الحق الأشبيلي: واعلم أن سوء الخاتمة أعاذنا الله تعالى منها: لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، ما سمع بهذا ولا علم به ولله الحمد، وإنما تكون لمن له فساد في الأصل أو إصرار على الكبائر، وإقدام على العظائم، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة، فيأخذه قبل إصلاح الطوية ويصطلم قبل الإنابة، فيظفر به الشيطان عند تلك الصدمة، ويختطفه عند تلك الدهشة والعياذ بالله.

أخي الحبيب:

إليك بعضًا من قصص أصحابها أردت بهم نظرة وذهبت بعقولهم لفتة فأصبحوا من الخاسرين يروى أنه كان بمصر رجل يلزم مسجدًا للأذان والصلاة وعليه بهاء الطاعة وأنوار العبادة فرقى يوما المنارة على عادته للأذان وكان تحت المنارة داره لنصراني فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار فافتتن بها، فترك الأذان ونزل إليها ودخل الدار عليها، فقالت له: ما شأنك وما تريد؟ قال: أريدك: قالت: لماذا؟ قال: أتزوجك قالت: أنت مسلم وأنا نصرانية وأبي لا يزوجني منك: قال: أتنصر قالت: إن فعلت أفعل، فتنصر الرجل ليتزوجها، وأقام معهم في الدار، فلما كان في أثناء ذلك اليوم رقى إلى سطح كان في الدار فسقط منه فمات فلم يظفر بها وفاته دينه (١).

إنها النظرة الحرام التي ساقته إلى أن يترك ملة محمد - صلى الله عليه وسلم - ويتنصر


(١) الجواب الكافي (١٩٨).

<<  <   >  >>