الرابع: أنه يصف الرب بنقيض تلك الصفات من صفات الموات والجمادات، أو صفات المعدومات (١) .
وتوسع رحمه الله في بيان قاعدة (اتفاق الأسماء والصفات لا يستلزم اتفاق المسميات والموصوفات عند الإضافة والتقييد والتخصيص) .
ففي الأسماء: سمى الله نفسه حياً بقوله: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة: ٢٥٥] .
وبقوله:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ}[الفرقان: ٥٨] .
وسمى بعض عباده حياً بقوله:{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ}[يونس: ٣١] .
مع العلم أنه ليس الحي كالحي؛ لأن قوله:(الحي) اسم لله مختص به، وقوله:{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ}[يونس: ٣١] ، اسم للحي المخلوق المختص به، وإنما يتفقان إذا أطلقا، وجردا عن التخصيص.
وسمى نفسه بالملك:{الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ}[الحشر: ٢٣] ، وسمى بعض عباده الملك فقال:{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ}[يوسف: ٥٠] ، وليس الملك كالملك.
وسمى نفسه العزيز الجبار المتكبر فقال:{الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ}[الحشر: ٢٣] .
وسمى بعض خلقه العزيز فقال:{قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ}[يوسف: ٥١] ، وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبر فقال:{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}[غافر: ٣٥] .
وفي الصفات: وصف - سبحانه - نفسه بالإرادة، ووصف عباده بالإرادة فقال:{تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[الأنفال: ٦٧] .