للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووصف نفسه بالعمل بقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} [يس: ٧١] .

ووصف عباده بالعمل بقوله: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٧] .

إلى غيرها من الأسماء والصفات الدالة على أن تماثل الأسماء والصفات لا يعني تماثل المسمى والموصوف عند الإطلاق (١) .

وقد أجابت إحدى الباحثات (٢) عن رمي ابن تيمية رحمه الله بالتجسيم، بأن نصوص كتب ابن تيمية تدل دلالة واضحة على أنه بريء كل البراءة مما نسب إليه من شبهة التجسيم، إذ لا يمكن لسنّي مثله دافع عن الكتاب والسنة دفاعاً مريراً، إلى أن خافه الفقهاء والصوفية، فدسوا له عند الحكام، حتى سجن، أن يقول مثل هذا القول، وبينت أن الأسرة التي عاش فيها ابن تيمية لم تكن محاطة بالتشبيه والتجسيم، بل كانت أسرة متدينة ومتفقهة في الدين الإسلامي (٣) .


(١) انظر: في بيان هذه القاعدة: التدمرية ٢٠ - ٣٠، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ٤/٤٢١ - ٤٢٤، منهاج السنة النبوية ٢/١١٢ - ١١٥، شرح حديث النزول ص٧٥، درء تعارض العقل والنقل ١٠/٣١٢.
(٢) هي سهير مختار في أطروحتها لنيل درجة الماجستير بعنوان (التجسيم عند المسلمين) ، والطريف في الأمر أنها قالت ذلك رداً على مشرفها في الرسالة د. علي سامي النشار ناقلة قوله من كتابه نشأة الفكر الفلسفي ١/٣١٢: (بقي التشبيه والتجسيم في بيت المقدس وفي دمشق وفي حران، وفي هذه الأخيرة ولد عالم السلف المتأخر الكبير تقي الدين بن تيمية عام ٦٦١هـ. نشأ ابن تيمية في أسرة حنبلية يحيط بها التشبيه والتجسيم، وقد وقع فيهما ابن تيمية وقوعاً كاملاً) . وانظر: التجسيم عند المسلمين ص٩٧.
(٣) انظر: التجسيم عند المسلمين لسهير مختار ص٩٩.

<<  <   >  >>