للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو البقاء السبكي (١) : (والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به) (٢) ، وحين عاتب الإمام الذهبي (ت - ٧٤٨هـ) الإمام السبكي (٣) كتب معتذراً مبيناً رأيه في شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:

(أما قول سيدي في الشيخ، فالمملوك يتحقق كبر قدره، وزخاره بحره، وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائماً، وقدره في نفسي أعظم من ذلك وأجل، مع ما جمع الله له من الزهادة والورع والديانة، ونصرة الحق والقيام فيه، لا لغرض سواه، وجريه على سنن السلف، وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزمان بل من أزمان) (٤) .

وأما ثناء الإمام الذهبي على شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو كثير، وذِكر ثناء الإمام الذهبي على ابن تيمية هو الغالب على من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلى مواضع ترجمة ابن تيمية في كتب الإمام الذهبي،


(١) أبو البقاء السبكي: محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي السبكي، بهاء الدين، أخذ عن القونوي وأبي حيان، فمهر في العربية والفقه وأصول الفقه والتفسير، باشر القضاء مراراً، ت سنة ٧٧٧هـ.
انظر في ترجمته: الدرر الكامنة لابن حجر ٤/١٠٩ - ١١٠، بغية الوعاة للسيوطي ١/١٥٢ - ١٥٣.
(٢) انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي ص٩٩.
(٣) السبكي: علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري الخزرجي، أبو الحسن، أحد الحفاظ المفسرين، ووالد التاج السبكي صاحب الطبقات، ولي القضاء في الشام، ثم عاد إلى القاهرة، وتوفي فيها، له ردود على شيخ الإسلام في مسائل كثيرة كمسألة شد الرحل (الزيارة) ، وفناء النار، ومسألة الطلاق وغيرها، ت سنة ٧٥٦هـ.
انظر في ترجمته: طبقات الشافعية للسبكي ١٠/١٣٩، الدرر الكامنة لابن حجر ٣/١٣٤، شذرات الذهب لابن العماد ٦/١٨٠.
(٤) انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي ص١٠٠.

<<  <   >  >>