للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعلي أذكر بعض مقولات الإمام الذهبي في ابن تيمية، ومنها قوله:

(ابن تيمية: الشيخ الإمام العالم، المفسر، الفقيه، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام، نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء المفرط) (١) .

وقوله: (ونظر في الرجال والعلل، وصار من أئمة النقد، ومن علماء الأثر مع التدين والنبالة، والذكر والصيانة، ثم أقبل على الفقه، ودقائقه، وقواعده، وحججه، والإجماع والاختلاف حتى كان يقضى منه العجب إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف، ثم يستدل ويرجح ويجتهد، وحق له ذلك فإن شروط الاجتهاد كانت قد اجتمعت فيه، فإنني ما رأيت أحداً أسرع انتزاعاً للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه، ولا أشد استحضاراً لمتون الأحاديث، وعزوها إلى الصحيح أو المسند أو إلى السنن منه، كأن الكتاب والسنن نصب عينيه وعلى طرف لسانه، بعبارة رشيقة، وعين مفتوحة، وإفحام للمخالف) (٢) .

وقال: (هذا كله مع ما كان عليه من الكرم الذي لم أشاهد مثله قط، والشجاعة المفرطة التي يضرب بها المثل، والفراغ عن ملاذ النفس من اللباس الجميل، والمأكل الطيب، والراحة الدنيوية) (٣) .

ومما قاله في رثائه:

يا موت خذ من أردت أو فدع ... محوت رسم العلوم والورع

أخذت شيخ الإسلام وانقصمت ... عرى التقى واشتفى أولو البدع

غيبت بحراً مفسراً جبلاً ... حبراً تقياً مجانب الشيع

اسكنه الله في الجنان ولا ... زال علياً في أجمل الخلع

مضى ابن تيمية وموعده ... مع خصمه يوم نفخة الفزع (٤)


(١) ذيل تاريخ الإسلام للذهبي ص٢١ - ٢٢.
(٢) ذيل تاريخ الإسلام للذهبي ص٢٣.
(٣) ذيل تاريخ الإسلام ص٢٣.
(٤) انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي ص٧٣.

<<  <   >  >>