للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال فيه: (كان قوالاً بالحق، نهاءً عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، ذا سطوة وإقدام، وعدم مداراة الأغيار، ومن خالطه وعرفه قد ينسبني إلى التقصير في وصفه) (١) .

وقال عنه: (لا يؤتى من سوء فهم، بل له الذكاء المفرط، ولا من قلة علم فإنه بحر زخار، بصير بالكتاب والسنة، عديم النظير في ذلك، ولا هو بمتلاعب بالدين، فلو كان كذلك لكان أسرع شيء إلى مداهنة خصومه وموافقتهم ومنافقتهم، ولا هو ينفرد بمسائل بالتشهي، فهذا الرجل لا أرجو على ما قلته فيه دنيا ولا مالاً ولا جاهاً بوجه أصلاً، مع خبرتي التامة به، ولكن لا يسعني في ديني ولا في عقلي أن أكتم محاسنه، وأدفن فضائله، وأبرز ذنوباً له مغفورة في سعة كرم الله تعالى....) (٢) .

وقال الشوكاني رحمه الله (٣)

(إمام الأئمة (٤) المجتهد المطلق) (٥) .


(١) ذيل تاريخ الإسلام ص٢٣.
(٢) ذيل تاريخ الإسلام ص٢٥ - ٢٦، وللاستزادة في ثناء الذهبي على شيخ الإسلام انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص٤، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ص٣٨٨ - ٤٠١، والرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي ص٦٨ - ٧٣، الدرر الكامنة لابن حجر ١/١٦٠، وغيرها، وقد أطلت في ذكر النقولات عن ثناء الإمام الذهبي على شيخ الإسلام ابن تيمية لتجلية موقف الذهبي من شيخه، وللرد على من زعم أن الذهبي أرسل نصيحة لشيخه تدعى النصيحة الذهبية، يحذره وينصحه، وقد ألف محمد بن إبراهيم الشيباني رسالة نقد فيها (النصيحة الذهبية) سنداً ومتناً، فأجاد وأفاد، وسماها (التوضيح الجلي في الرد على (النصيحة الذهبية) المنحولة على الإمام الذهبي) ، فجزاه الله خيراً.
(٣) الشوكاني: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني الصنعاني، الإمام العلامة المجتهد، محدث فقيه مفسر مؤرخ، ولي القضاء مدة، وله مؤلفات أشهرها: نيل الأوطار، وفتح القدير، البدر الطالع، ت سنة ١٢٥٠هـ.

انظر في ترجمته: البدر الطالع للشوكاني ٢/٢١٤، التاج المكلل لصديق حسن خان ٤٤٢.
(٤) لو قال: إمام الأئمة في عصره لكان أولى، لأن إمام الأئمة على الإطلاق هو الرسول صلّى الله عليه وسلّم وهو إمام المرسلين. ولذلك صلى بالأنبياء إماماً ليلة المعراج، فالأنبياء هم أئمة الناس، ونبينا صلّى الله عليه وسلّم إمامهم. وشيخ الإسلام قدوته في ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو مؤتم به.
(٥) البدر الطالع ١/٦٣ - ٦٤.

<<  <   >  >>