للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس في زيارة قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم حديث حسن، ولا صحيح، ولا روى أهل السنن المعروفة، كسنن أبي داود، والنسائي (١) وابن ماجه (٢) ، والترمذي (٣) ، ولا أهل المسانيد المعروفة كمسند أحمد ونحوه، ولا أهل المصنفات كموطأ مالك وغيره في ذلك شيئاً، بل عامة ما يروى في ذلك أحاديث مكذوبة موضوعة) (٤) .

وأما حكاية الإجماع على استحباب الزيارة، وأن شيخ الإسلام لا يراها.

فقد أجاب شيخ الإسلام رحمه الله بأكثر من أربعين وجهاً على هذه الحكاية للإجماع، وعلى زعمهم أنه يخالف الإجماع فيها: فذكر أنه لم يقل بخلاف الإجماع مطلقاً، وإنما مقصود المخالفين بلفظ (الزيارة) : الزيارة التي تستلزم السفر وشد الرحل، فهناك فرق بين زيارة القبور، وبين السفر لزيارة القبور، أما الأول فهو مستحب على قول الجمهور، وأما الثاني فلم يقل به الأئمة المجتهدون.


(١) النسائي: أحمد بن علي بن شعيب بن علي النسائي، أبو عبد الرحمن، صاحب السنن، القاضي الحافظ، من نسا بخراسان، جال البلاد واستوطن مصر، وثار عليه الحساد، فخرج إلى الرملة، ت سنة ٣٠٣هـ.
انظر في ترجمته: شذرات الذهب لابن العماد ٢/٢٣٩، الرسالة المستطرفة ص٩ - ١٠.
(٢) ابن ماجه: محمد بن زيد الربعي القزويني، أبو عبد الله، ابن ماجه، صاحب السنن، أحد الأئمة في الحديث، رحل إلى البصرة وبغداد والشام والحجاز، ت سنة ٢٧٣هـ.
انظر في ترجمته: تهذيب التهذيب لابن حجر ٩/٥٣٠، شذرات الذهب لابن العماد ٢/١٦٤.
(٣) الترمذي: محمد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي، أبو عيسى، صاحب السنن، تتلمذ على البخاري، وشاركه في بعض شيوخه، ومن أئمة المحدثين، رحل إلى بلاد كثيرة، وعمي في آخر عمره، مات بترمذ سنة ٢٧٩هـ.
انظر في ترجمته: وفيات الأعيان لابن خلكان ٣/٤٠٧، ميزان الاعتدال للذهبي ٣/٦٧٨، تهذيب التهذيب لابن حجر ٩/٣٨٧.
(٤) مجموع فتاوى ابن تيمية ٢٤/٣٥٦ - ٣٥٧، وانظر: ٢٧/٢٥، ٢٩، ٣٥، ١٨٥، ٢١٦، قاعدة عظيمة ص٨٥.
وانظر: في مناقشة أحاديث الزيارة والرد عليها: الصارم المنكي لابن عبد الهادي ص٢٠ - ١٨٧، أوضح الإشارة للنجمي ص١٣٣ - ١٧١.

<<  <   >  >>