للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بإثابته التي هي فعله (١) .

قال ابن تيمية: (حق السائلين عليه أن يجيبهم، وحق العابدين أن يثيبهم، وهو حق أحقه الله تعالى على نفسه الكريمة بوعده الصادق باتفاق أهل العلم) (٢) .

الثالث: الإقسام على الله بأحد من خلقه: الإقسام على الله: أن تحلف على الله أن يفعل، أو تحلف عليه أن لا يفعل، مثل: والله ليفعلن الله كذا، أو والله لا يفعل الله كذا.

والقسم إما أن يكون قسم بالله، أو قسم على الله.

فأما القسم بالله على أحد فهذا محله كتب الفقه في أبواب (الأيمان والنذور) ، من حيث أنواعه وأحكامه.

وأما القسم على الله فهو أنواع:

أولاً: أن يقسم على الله بما أخبر به الله أو رسوله صلّى الله عليه وسلّم في الشريعة، من نفي، أو إثبات، فهذا جائز، بل هو دليل قوة إيمان المقسم، مثل قوله: والله لا يغفر الله لمن أشرك به، أو والله ليدخلن الجنة سبعون ألفاً بغير حساب ولا عذاب.

ثانياً: أن يقسم على ربه، لقوة رجائه به، وحسن ظنه بربه، وهؤلاء قليل (٣) ، كما أقر النبي صلّى الله عليه وسلّم ذلك في قصة الربيع بنت النضر (٤) رضي الله عنها فقال


(١) انظر: قاعدة جليلة لابن تيمية ص٢٧٧ - ٢٧٨.
(٢) قاعدة جليلة ص٢١٥.
(٣) انظر: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لابن تيمية ص٩٠.
(٤) الربيع بنت النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصاري، عمة أنس خادم الرسول، ووالدة حارثة بن سراقة، سألت النبي وقالت: أخبرني عن حارثة فإن كان من أهل الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك فترى ما أصنع؟ فقال: يا أم حارثة، إنها جنان كثيرة، وإن حارثة منها في الفردوس الأعلى.
انظر في ترجمتها: الاستيعاب لابن عبد البر ٤/٣٠٨، الإصابة لابن حجر ٤/٣٠١.

<<  <   >  >>