للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصدق والتقوى، لا الكذب والتقية - كما تزعمه الرافضة -، وهذا ما يقرره شيخ الإسلام رحمه الله بقوله: (إن أئمة أهل البيت كعليّ وابن عباس ومن بعدهم، كلهم متفقون على ما اتفق عليه سائر الصحابة والتابعين لهم بإحسان من إثبات الصفات والقدر) (١) .

ويقول: (وأئمة المسلمين من أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وغيرهم متفقون على القول الوسط، المغاير لقول أهل التمثيل، وقول أهل التعطيل) (٢) .

إن لأهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حقوقاً على المسلمين، وإن عليهم حقوقاً - أيضاً - فمنها: استحقاقهم الفيء (٣) ، وأن الصدقة لا تحل لهم (٤) ، ومما يتميزون به أن إجماع العترة حجة (٥) ، ومما يتميزون به - أيضاً - وجوب الصلاة عليهم، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (٦) ، وفي حديث أبي حميد الساعدي (٧) «وعلى أزواجه وذريته» (٨) ، يقول رحمه الله: (الصلاة والسلام على آل محمد، وأهل بيته تقتضي أن يكونوا أفضل من سائر أهل


(١) منهاج السنة النبوية ٢/١٠٠.
(٢) منهاج السنة النبوية ٢/٢٤٣، وانظر: ص٤٦.
(٣) انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمة ٤/٦٠٠.
(٤) انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٤/٥٩٤.
(٥) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية ٢٨/٤٩٣.
(٦) سبق تخريجه ص٣٩٧ - ٣٩٨.
(٧) أبو حميد الساعدي: عبد الرحمن بن سعد، وقيل: عبد الرحمن بن عمرو بن سعد، شهد أحداً وما بعدها، توفي في آخر خلافة معاوية وأول خلافة يزيد.
انظر في ترجمته: الاستيعاب لابن عبد البر ٤/٤٢، الإصابة لابن حجر ٤/٤٦.
(٨) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه ١/٣٠٦ كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي بعد التشهد، وابن ماجه في سننه ١/٢٩٣ كتاب إقامة الصلاة، باب الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومالك في الموطأ ١/١٦٥ كتاب قصر الصلاة في السفر، باب ما جاء في الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم.

<<  <   >  >>