للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمؤرخين، فقد كان شديد التعصب للأشاعرة، منحرفاً عن أهل السنة، وتفحش في ابن تيمية - كما يقول مترجموه - وتجهر بتكفيره من غير احتشام (١) ، ومثل هذا لا يؤخذ عنه قول فيمن أبغضه، فتعصبه قد أعماه عن قول الحق والعمل به، إلى ظلم الناس، وبخسهم حقوقهم.

وأما المثال الثاني: فهو العلاء البخاري (٢) ، الذي يعرف بشدة التعصب لمذهبه الحنفي، ووُصف بضيق الصدر، وسرعة الغضب، وكان لجوجاً في المخاصمة، وذكر مترجموه - أنه إذا أبغض غلا فيه وزاد، فيه حدّة وتهوّر في الألفاظ، ومن تعصبه الذي ذم لأجله أنه حكم على من أطلق على ابن تيمية رحمه الله لقب شيخ الإسلام (٣) بأنه كافر (٤) .


(١) انظر: الضوء اللامع للسخاوي ٦/٨٣، إنباء الغمر بأبناء العمر لابن حجر ٨/١١٠ - ١١١.
(٢) العلاء البخاري: محمد بن محمد، (سبعة من آبائه اسمهم محمد) ، البخاري العجمي الحنفي، العلامة، نشأ ببخارى، ورحل إلى الأقطار، واجتهد في الأخذ عن العلماء، ممن غلا في بغض ابن تيمية، كان ملازماً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ت سنة ٨٤١هـ.
انظر في ترجمته: الضوء اللامع للسخاوي ١/٢٨٤، النجوم الزاهرة للأتابكي ١٥/٣١٤، شذرات الذهب لابن العماد ٧/٢٤١.
(٣) ذكر ابن ناصر الدين في الرد الوافر ص٥١ - ٥٦ معاني شيخ الإسلام التي منها: أنه شاب على الإسلام، ومنها: أنه سمي بذلك لسلوكه طريقة أهله، ومنها: أنه شيخ وأكبر المشايخ في ذلك العصر، وغيرها، وهذا المصطلح إطلاق يعرف عند المتقدمين مثل إطلاق قاضي القضاة، ثم عدّد بعض من أطلق هذا اللقب من التابعين ومن بعدهم، وأما العلماء الذين لقبوا ابن تيمية بهذا اللقب فهم كُثر اعتنى بجمعهم ابن ناصر الدين في كتابه الرد الوافر، وانظر: تقريظات الكتاب - أيضاً - في آخره، وقد أطلق أعداء ابن تيمية رحمه الله هذا المصطلح على غيره انظر على سبيل المثال: المقالات للكوثري ص٥٤٦، ٥٧٨ - ٥٨٢، ٦٠٨، شواهد الحق للنبهاني ص٢٨٩.
(٤) ولذا رد عليه الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (ت ٨٤٢هـ) بمصنف نفيس سماه: (الرد الوافر على من زعم بأن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر) .

<<  <   >  >>