نسيت في موائد الثناء (حبيبتي بلادي) لـ (إبراهيم عزت)
نسيت في موائد الثناء .. سيدا تعشَّق الفداء
الموت عنده حياة .. أحب دائما أن ترفع الجباه
وكفَّة الكلام عنده .. نصف كفَّة العمل
أحب أن يراك مسجداً مقدساً ثراه
لا ينال تربه
نسيته مقيَّداً
شُغِلت عنه بالبريق
من سيطفيءُ الحريق غيره؟
ومن سيمسح الجراح إن جهلتِ سرَّه؟
حبيبتي بلادي ..
قد كنت أصنع الكلام من دمي
وكنت أعزفُ النشيد هامساً
لعلَّه إلي الفؤاد ينتمي
وكنت أكتب الحروف واحداً فواحداً ..
لتقرئي ...
لتفهمي ...
وكنت يا بلادي وكنت ..
وكنت يا حبيبتي وكنت ..
والآن يا حبيبتي لن أكمل الحديث ...
وإن بدا مشوّقا ..
فليس ما أريده .. إثارة الطَّرب
أو أن تحرِّكي الشفاه من دلائل العجب
ولن أتمَّ يا بلادي النَّغم
فقد رأيت ما يحرِّم النشيد ألف عام
فصرت كلِّما ..
بدأت في الغناء ..
أجهشت في البكاء
لن أمسك القلم
فالرَّعشة التي سرت في قلبي المنهوك ..
أصابت المواقع الخضراء بالعفن
فلم تعد تجيب غير نبضة الألم
لن أكمل الحديث يا حبيبتي
فشمعتي في ليلة الجفاء أطفئت
وأكذب الأصوات في هواك قد علت
وقصَّة الكلام كلَّها قد انتهت
يا بلادي ..
حبيبتي بلادي ..
وكلهم بالأمس كان في الهوي متيَّما
وأين هم في ليلك الحزين؟
يا بلادي ..
وأين يا حبيبتي غناء شاعرك؟!
قد سال بحره منغَّماً من بسمتك ..
وأين يا حبيبتي يمين عاشق؟!
أتاك يسبق الرِّياح كي يري بجانبك ..
خُدِعت يا حبيبتي ..
خدعت يا بلادي
بكت بكفّك الجراح
وارتوت بدمعك السفوح والجبال
ناحت رمالها ..
في ليلة الحداد حين زارهَا دمُك
شكت سهولها ..
لوطأة البغيِّ يستبيحُ حُرْمَتَك
يا بلادي ..
يا بلادي ..
الرعب يسبق الخطي لخصمه
وألف سهم ٍ للصُّدور تقتدي بسهمه
وحفنة الرِّمال من يديه ..
تملأ العيون بالعمي
وسيفه بريقها صواعق ..
ستحفظ الحمي .. ستحفظ الحمي ..
حبيبتي بلادي ..
ولم تزل في أفقها بقيَّة ٌ من الرَّجاء
حطِّمي قيوده
لتحتمي بسربه
لتصنعي حياتنا به
لتسمعي دعاءه .. بكاءه
يستمطر السَّماء زاده ونصره
ويستغيث ربَّه
يا بلادي ..
فحطمي قيوده