أزفت لـ (إبراهيم عزت)
أزفت وليس لردها أحد سواك ... وبدت تطل برأسها نذر الهلاك
الناس حيرى والظلام يخيم ... والنار تسري في الهشيم تحطم
والغمة الحمراء تكشف وجهها ... وتبين في الليل المجلل كيدها
وبيوت ذكرك فزعت أسرابها ... ومضى عدوك ناقماً لخرابها
ومضى دعاتك في القيود لأسرهم ... والأمر يسبق للعبيد بقهرهم
فلتغلقوا الأبواب .. ولتُعْلُوا الجدار ... حتى تقام مآتمهم في كل دار
ولتعصفوا بالشِيبِ من قبل الشباب ... فالشيخ يخفي بين شيبته الحراب
وليسخط السوط المحمل بالعذاب ... ولتجمعوا شذَّاذَكم من كل غَاب
ولتهتكوا حرمات أشراف النساء ... ولتضحكوا مما يَغار له الحياء
ولتعصروا الأحقاد في الليل الحزين ... تنزوا سواداً يستزيد من الأنين
فالدين دين لله نحن عبيدهُ ... فليُحْكِم الطاغي علينا قيدَهُ
فعلى الطريق طلائعٌ خلف القبور ... أبناءُ من سقطوا أتوهم بالزهور
الركب لا يضنيه جرح غائر ... والركب لا يفنيه ليل جائر
الركب أكبر من شهيد راحلٍ ... والركب أبقى من شقي زائلٍ
والواهمون سيسقطون إلى الضياع ... فالوهم لا يقوى على طول الصراع
لن تبكِهم أرض تروت بالدماء ... لن يحتفي بلقائهم أهل السماء
لا مرحباً بهم بكل الظالمين ... يا سوء ما يخفيه ليلهم الحزين
قسماً برب لن تهون شرائعه ... الفجر تكمن في الجراح طلائعه
وغداً يجيب لنا المجيب دعاءنا ... ودموعنا وصلاتنا ورجاءنا
وغداً نرى من يمكرون بديننا ... يستنجدون من اللهيب بغيثنا
وغداً سنضحك ملئ كل قلوبنا ... في دار خلد زينت بحبيبنا