للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخي أنت حرٌّ وراء السدود لـ (سيد قطب - ولد عام ١٩٠٦م وأعدم بأمر من عبد الناصر عام ١٩٦٦م)

أَخِي أنت حرٌّ وراء السدود ... أخي أنت حرٌّ بتلك القيود

إذا كنت بالله مستعصما ... فماذا يَضيرُك كيدُ العبيد؟!!

[أخي ستُبيد جيوش الظلام ... ويُشرق في الكون فجر جديد

فأطلق لروحك إشراقها ... ترى الفجر يرمقنا من بعيد

أخي: قد أصابك سهم ذليل ... وغدرا رماك ذراع كليل

ستُبتَر يوماً فصبرٌ جميل ... ولم يدمَ بعدُ عرين الأسود

أخي قد سرت من يديك الدماء ... أبت أن تُشلَّ بقيد الإماء

سترفع قربانها للسماء ... مخضبة بوسام الخلود] (١)

أخي هل تُراك سئمت الكفاح؟ ... وألقيتَ عن كاهليك السلاح

فمن للضحايا يواسي الجراح؟ ... ويرفع راياتها من جديد

أخي: إنني اليوم صلب المراس ... أدكُّ صخور الجبال الرواس

غدا سأشيحُ بفأسِ الخلاص ... رؤوسَ الأفاعي إلى أن تبيد

أخي إن ذَرَفْتَ عليَّ الدموع ... وبلَّلْت قبري بها في خشوع

فأوقد لهم من رفاتي الشموع ... وسيروا بها نحو مجد تليد

أخي: إنْ نَمُتْ نلقَ أحبابنا ... فروضاتُ ربي اُعدَّت لنا

وأطيارُها رفرفت حولنا ... فطوبى لنا في ديار الخلود

أخي إنني ما سئمتُ الكفاح ... ولا أنا ألقيتُ عني السلاح

فإنْ أنا مِتُّ فإني شهيد ... وأنت ستمضي بنصر مجيد

سأثأر ولكن لربٍ ودين ... وأمضي على سنتي في يقين

فإما إلى النصر فوق الأنام ... وإما إلى الله في الخالدين

[قد اختارنا الله في دعوته ... وإنا سنمضي على سنته

فمنا الذين قضوا نحبهم ... ومنا الحفيظ على ذمته

أخي فامضِ لا تلتفت للوراء ... طريقك قد خضَّبَتْه الدماء

ولا تلتفت هنا أو هناك ... ولا تتطلع لغير السماء] (١)


(١) ما بين المعكوفين لم ينشده أبو مازن

<<  <  ج: ص:  >  >>