للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عادت تناجي ربَّها (قصة شهيد) لـ (جمال فوزي) (١)

عادت تناجي ربَّها ... في ليلها ونهارها

تستمطر الرحمات ... للشهداء .. في محرابها

دنيا المجاهد كلِّها ... محن لصهر رجالها

الشَّوك بين سهولها ... والزهر فوق هضابها

إلي جنَّات الله .. إلي جنَّات الله أيها الشهيد ..

وعهداً على الجهاد في سبيل الله حتى النصر أو الشهادة ..

والله أكبر ولله الحمد.


(١) بداية القصيدة:
كان المجاهد يقرأ القرآن ... يُسمعه لها
ويُفَسِّر التنزيل تفسيراً ... يعمق فهمها
وإذا بشرذمة الطغاة ... الآثمين ببابها
في ليلة ساد السكون ... بها وأظلم ليلها
وانقضَّ أعوان الطغاة ... يكبِّلُون حبيبها
صرخت وقالت ويحكم ... ماذا جني أطهارها؟!
همَّت بلثم جبينه ... فيردُّهَا أشرارها
رفع المجاهد رأسه ... في عزَّةٍ أكرم لها
ويقول في عزم الرجال ... تشجَّعي فأنا لها
الذَّنب ذنب شعوبها ... خانت طريق كفاحها
واستسلمت للبغي حتي ... قادها جَلاَّدُها
فعدا عليها الغاشمون ... وحطَّموا أمجادها
سترين يوما شرعة ... الرحمن تحكم أرضها
ويزول من كل الوجود ... شرارها وطغاتها
وهنا يسير به اللئام ... ويسخرون بدمعها
وطوته جدران السجون ... لكي يري أهوالها
كم مزَّقته سياطهم ... وتلقفته كلابها
حتي انتقته شهادة ... علياءُ في جنَّاتها
وهناك يلقي ربّه ... ويُطلُّ من عليائها
والأم كانت في حنين ... تستجيب لشوقها
حتي نعته لها الوفود ... بكته في سجداتها
ربَّاه قد ضاق الطغاة ... بمثله وبمثلها
ذهبت لتشهد قبره ... ترويه من عبراتها
فإذا الجنود تحوطه ... في غلظة بسلاحها
والأمُّ قد رُدَّت ... وقد شهر السلاح بوجهها
قالت أما أولي بكم ... أن تملأوا ميدانها؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>