للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم وراءه، وبكل حال، فلو تأخر عبد الرحمن عن رفاقه للحساب، ودخل حبواً على سبيل الاستعارة، وضرب المثل، فإن منْزلته في الجنة ليست بدون منزلة علي والزبير - رضي الله عن الكل (١).

قلت: والشواهد الدالة على منزله هذا الوصف - الأمومة للمؤمنين - ومناداة الصحابةرضي الله عنهم لهن بهذا الوصف الشريف: كثيرة لا تحصر، وما ذكر فيه كفاية، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.

١٤) وأختم هذا المبحث بالآية العظيمة التي شهد المولى سبحانه وتعالى لأصحاب الشجرة بالرضا والرضوان، فقال سبحانه وتعالى:

[لقد رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً] الفتح ١٨.

يخبر الله جل وعلا عن رضاه عن المؤمنين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، ولذا سميت بيعة الرضوان؛ لرضا الله تعالى عن المؤمنين فيها.

ويقال لها: بيعة أهل الشجرة، وهي شجرة كانت في الحديبية، قيل: شجرة سدرة، وقيل سمرة.

قال الإمام أبو حيان: والآية دالة على رضا الله تعالى عنهم (٢).

وكانت البيعة على: أن يقاتلوا قريشا ولا يفرّوا.


(١) الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٣/ ٣٤ - ٣٥
(٢) أبو حيان: البحر المحيط: ٩/ ٤٩٢

<<  <   >  >>