للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أهمية الموضوع]

تظهر أهمية الكتابة في موضوع الصحابة في نظري القاصر من جهتين:

الأولى: حاجة الناس الملحة - وهم أحفاد الصحابة رضي الله عنهم - إلى بيان هدي قويم يسيرون عليه، ومنهج حكيم سليم يتجهون إليه، ولا هدي أقوم، ولا منهج أحكم وأسلم من هدي الصحابة رضي الله عنهم إذ هم خير من مشى على البسيطة بعد الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - فقد صاحبوا النبي صلي الله عليه وسلم ونهلوا من علمه، واقتبسوا من حكمته وحلمه، وتخلقوا بأخلاقه، وساروا على منهجه وطريقته.

فحاجة الناس ماسة - خاصة في مثل هذه الأزمان التي ضاعت فيها كثير من القيم والأخلاق - إلى الرجوع لعلم وأخلاق وجهاد السلف الصالح، لالتماس جليل علومهم واقتباس كريم أخلاقهم.

الثانية: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: فكما أن بيان السنة وفضائل الصحابة، وتقديمهم الصديق والفاروق من أعظم أمور الدين عند ظهور بدع الرافضة ونحوهم، فكذلك بيان السنة ومذاهب أهل المدينة، وترجيح ذلك على غيرها من مذاهب أهل الأمصار أعظم أمور الدين عند ظهور بدع الجهال المتبعين للظن وما تهوى الأنفس (١). فإذا لم يكن هذا الزمن الذي نعيشه هو أولى الأزمان ببيان فضائل الصحابة، وبثها ونشرها، ودحض


(١) ابن تيمية: أحمد: شيخ الإسلام: مجموع الفتاوى: مكتبة العبيكان ط ١/ ١٤١٩هـ (٢٠/ ٣٩٦)

<<  <   >  >>