للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تمهيد]

جرت السنن الكونية في دفاع الله جل شأنه، وعظم سلطانه، عن المؤمنين، وأوليائه المتقين، قال سبحانه [إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا] الحج ٢٨.

وقال سبحانه في الحديث القدسي: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)

وذكر جل شأنه عقوبة المعتدين والمؤذين فقال سبحانه: [وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً] الأحزاب ٥٨.

فأي أذية أعظم من أذية الطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتعرض لهم بسوء، يقول الله تعالى [إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ] قال أهل التفسير: يخبر الله تعالى أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه، وأنابوا إليه شر الأشرار وكيد الفجار ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم كما قال تعالى [أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ] الزمر ٣٦ فهي بشارة للمؤمنين بأن الله تعالى ناصرهم على أعدائهم، وصيغة المفاعلة للمبالغة، أي: يدافع عنهم مرة بعد أخرى حسبما تجدد منهم الإضرار بالمسلمين، كما قال سبحانه وتعالى [كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ] المائدة ٦٤

وقال بعضهم: والمعنى: يدفع عن المؤمنين غوائل المشركين.

وقيل: يُعلي حجتهم.

<<  <   >  >>