ليس بدعا ًمن القول، أنه منذ أربعة عشر قرنا، والألسنة تلهج بذكر فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان منزلتهم ومكانتهم، وبيان مكانة أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين.
وليس جيل يخلو، ولا عمر يصفو، دون بيان وتذكير، فهذه الكراريس مليء، والدواوين جمعى والصحاح والسنن والمسانيد تبعى، تصب كلها في معين واحد يشهد لها الإله الواحد:[وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ] الأنفال ٧٤.
إن الحديث في فضائل أولئك القوم حديث ذو شجون، فلا تملك العين دمعها ولا الأذن سمعها ولا النفس شوقها، حين تذكر كمالات تلك الأرواح، وصفاء تلك النفوس، إنها القلوب المؤمنة الموقنة الصادقة المصدقة، بذلت الغالي والنفيس، بذلت كل ما تملك حبا وكرامة ونصرة، ارخصت المهج الغالية لقاء الجنة الغالية، (ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن