للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفضل للسابق، وعلى تنزيل الناس منازلهم (١).

[المبحث الثاني: عدالة الصحابة]

وهي من المسائل المهمة التي تحتاج لبيان، مع شدة وضوحها وسطوعها، ولكن لما أن طعن الطاعنون في عدالتهم لشبه واهية، كان لزاماً بيان اتفاق أهل السنة ومن يعتد بِهم في عدالة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.

قال الإمام ابن الصلاح: ثم إن الأمة مجمعة على تعديل الصحابة، ومن لابس الفتن منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بِهم في الإجماع، إحساناً للظن بِهم، ونظراً إلى ما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله تعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونِهم نقله الشريعة (٢).

وقال الإمام ابن كثير: والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة، كما أثنى الله تعالى عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل والجزاء الجميل (٣).

وقال الإمام النووي: ولهذا اتفق أهل الحق ومن يُعتد به في الإجماع


(١) ابن العربي: أحكام القرآن: ٤/ ١٧٨، السيوطي: الإكليل: ٣/ ١٢٣٢
(٢) لعراقي: التقييد والإيضاح: ٢٨٧
(٣) ابن كثير: الباعث الحثيث: ١٧٢

<<  <   >  >>