للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثالث

مسائل متممة (شبهات وردود)

[المبحث الأول: في حقيقة مسمى الصحبة]

لبعض من يطعن في بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أوجها مشبوهة يستمسك بِها، ويبني عليها حكمه زوراً وبهتاناً، ومن هذه الأوجه قول بعضهم: أن وصف ومسمى الصحبة لا يثبت إلا لمن صحب النبي صلى الله عليه وسلم صحبة طويلة، وغزا معه عدة غزوات، معتمداً على قول بعض العلماء:، ويبني عليه: أن مسلمة الفتح وهم الطلقاء لا يصدق عليهم وصف الصحبة ومسماها، ولذا تجدهم يجردون بعض الصحابة كمعاوية وأبيه وغيرهما من هذا المسمى بناء على هذا الوجه، وعليه يقولون: إن الطعن فيهما وأمثالهما ليس هو طعن في الصحابة رضي الله عنهم الموجب للوعيد الشديد الوارد في السنة المطهرة.

ويجاب عن هذه الشبهة في النقاط التالية:

أولا: من الإنصاف القول أن مسمى الصحبة قد اختلف فيه العلماء:

فذهب البعض إلى أنه لا يُعد في الصحابة إلا من صحب الصحبة العرفية، كما هو رأي عاصم الأحول، ولذا لم يعد عبد الله بن سرجس من الصحابة. وكذا روي عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يعد من الصحابة إلا

<<  <   >  >>