للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سلعة الله الجنة) (١).

هانت عليها دنياها ففازت بأخراها " والله إني لأجد ريح الجنة دون أحد (٢) " نعم:

وإذا كانت النفوس كباراً ... تعبت في مرادها الأجسام.

يتسابقون لمرضاة الله، ويتسارعون إلى جنة الله تعالى، تهفوا نفوسهم للمعالي، ويقفون صموداً لنصرة دين الله ورسوله كالجبال، " والله لئن خصت بنا برك الغماد لخضناه معك، والله لئن استعرضت بنا هذا البحر خضناه معك، ولا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى، اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك (٣).

أي نفوس هذه، تجردت من حظوظها، وانقادت لشرع ربها، ففازت بموعود خالقها [قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى] الأعلى ١٥، ١٦ [قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا] الليل ٩.

حينما تضع قلمك، وتجول بفكرك، تريد صنع تاريخ من تاريخ، ومجد


(١) أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، (٢٤٥٠)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر.
(٢) ابن القيم: زاد المعاد: ٣/ ١٩٨، ابن كثير: إسماعيل، الإمام: البداية والنهاية: دار الحديث، القاهرة، ط ٥/ ١٤١٨هـ (٤/ ٣٣). ابن حجر: فتح الباري: ٧/ ٤١١
(٣) ابن القيم: زاد المعاد: ٣/ ١٧٣، ابن كثير، البداية والنهاية: ٣/ ٢٩٨

<<  <   >  >>