للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فضائلهم، والاقتداء بِهديهم، والاقتفاء لآثارهم (١).

وقال الإمام ابن الصلاح: للصحابة بأسرهم خصيصة، وهي: أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم، بل أمر مفروغ منه، لكونِهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به في الإجماع من الأمة (٢).

وقال الإمام ابن كثير: والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة، لما أثنى الله تعالى عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغبة فيما عند الله تعالى من الثواب الجزيل، والجزاء الجميل (٣).

قلت: وقد عقد الأئمة في مصنفاتِهم أبواباً وفصولاً في بيان جرم سبّ الصحابة رضي الله عنهم، والتعرض لهم بسوء، وجاءت الأحاديث والآثار - كما مرّ - حافظة لأعراضهم رافعة لأقدارهم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).

وقال عليه الصلاة والسلام: (اللهَ الله في أصحابي ... ).

وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله


(١) ابن بطة: الإبانة الصغرى: ٢٦٣ آل عبد اللطيف: نواقض الإيمان ٤٠٦
(٢) العراقي: التقييد والإيضاح: ٢٨٦
(٣) ابن كثير: الباعث الحثيث: ١٧٢

<<  <   >  >>