للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنة أو شهراً أو يوماً أو رآه مؤمناً به، فهو من أصحابه، له من الصحبة

بقدر ذلك، وذلك أن لفظ الصحبة جنس تحته أنواع، يقال صحبه شهراً

أو ساعة (١).

فمن هنا: يتبيّن أن كل من ثبتت له الصحبة ولو بالرؤية ومات على ذلك، فهو صحابي له ما للصحابة من الإجلال والإكرام والتعظيم، وعليه فمسلمة الفتح، ومن أسلم من الوفود كلهم ينالهم شرف الصحبة، وتشريف الرؤية رضي الله عنهم أجمعين.

قال الإمام ابن العربي: وفائدة صحبته في الدنيا الفتح، وفي الآخرة النجاة من النار.

وقال رحمه الله: وشرف الصحبة في أبواب أمهاتِها ست:

(الأولى): في الخلطة، وما ظنك بدرجة صاحبك فيها الله سبحانه وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بالإتباع والإيمان.

(الثانية): بالهجرة، وقد ذكر الله فضلها وأثنى عليها، وذلك مشهور، ومن ترك أهله وولده وماله في الله، فذلك ولي الله، وثاني رسول الله.

(الثالثة): بالنصرة، وإنما ذكرناها معها، وإن كان البخاري قد أخرها للوجه الذي قدمناه؛ لأنا رأينا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار، وقال: الأنصار: كرشي - يعني: جماعتي - وعيبتي: يعني: موضع


(١) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: ٤/ ٤٦٥، ٢٠/ ٢٩٨، ٣٥، ٥٩ وما بعده.

<<  <   >  >>