للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالدخول أمهات المؤمنين، وأولاها منهن عائشة التي كانت سبباً لنزول هذه الآيات.

قالوا: إن كان المراد بهذه الآية، من قذف عائشة رضي الله عنها خاصة، كانت هذه الأمور في جانب عبد الله بن أبي سلول رأس المنافقين، وإن كان المراد بهم: المؤمنون من القذفة، فالمراد باللعنة: الإبعاد وضرب الحد، وهجر سائر المؤمنين لهم، وزوالهم عن رتبة العدالة، والبعد عن الثناء الحسن على ألسنة المؤمنين.

وسئل سعيد بن جبير عمن قذف مؤمنة، هل يلعنه الله في الدنيا والآخرة؟ قال: ذاك لعائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة (١)

وقال سبحانه وتعالى: [الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ] النور ٢٦

قال أهل التفسير: ومعنى الآية: لا يتكلم بالخبيثات إلا الخبيث من الرجل والنساء، ولا يتكلم بالطيبات إلا الطيبات من الرجل النساء.

قال ابن عباس: نزلت في عائشة وأهل الإفك (٢)

(٢) أن الله جل وعلا شدد على المؤمنين في التعجل لرميهم أم المؤمنين


(١) القرطبي: مرجع سابق: ١٢/ ١٨٨، الشوكاني: فتح القدير: ٣/ ١٨٦، المنصوري: المقتطف: ٣/ ٥٠٧
(٢) ابن كثير: مرجع سابق: سابق: ٣/ ٢٨٨

<<  <   >  >>