للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولئك: إشارة إلى الطيبين والطيبات، مبرءون مما يقول الخبيث من خبيثات الكلم أو القاذفون الرامون المحصنات.

قال الإمام ابن كثير: فما نسبة أهل النفاق إلى عائشة من كلام هم أولى به، وهي أولى بالبراءة والنزاهة منهم، ولهذا قال: [أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ] (١)

وقال الإمام القرطبي: قال بعض أهل التحقيق: إن يوسف لما رمي بالفاحشة برأه الله على لسان صبي في المهد، وإن مريم لما رُميت بالفاحشة برأها الله على لسان ابنها عيسى عليه السلام، وإن عائشة لما رُميت بالفاحشة برأها الله بالقرآن، فما رضي لها ببراءة صبي ولا نبي حتى برأها الله تعالى بكلامه من القذف والبهتان (٢)

[لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ] لهم مغفرة بسبب ما قيل فيهم من الكذب، ورزق كريم: أي عند الله في جنات النعيم.

٢. في مسيرة الجهاد، وفي آخر غزوات النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، انطلقت ألسنة المنافقين في الطعن واللمز في أهل اليقين فيقول قائلهم: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، لا أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء. قال الإمام القرطبي: كانوا ثلاثة نفر، هزئ اثنان وضحك واحد (٣)


(١) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٣/ ٢٨٩
(٢) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٢/ ١٨٩
(٣) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ٨/ ١٨١

<<  <   >  >>