للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيطان.

قال الإمام ابن كثير: وقد روي ذلك من طرق، ومن أحسنها ما رواه الإمام أحمد في مسنده (١)

وهذه أمثلة ونماذج في دفاع المولى سبحانه وتعالى ودفعه عن المؤمنين، والمتأمل والناظر يجد الكثير والكثير، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أولياء الله تعالى، بل أفضل الأولياء والأصفياء الأتقياء، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والواقع في أعراضهم والطاعن فيهم المعادي لهم قد آذنه الله بحرب (ومن عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب).

ولذا لما خاصمت أروى سعيد بن زيد بن نفيل في أرض، وقالت: إنه بنى ضيغرة في حقي، فلئن لم ينزع، لأصحين به في مسجد رسول الله فقيل لها: لا تؤذي صاحب رسول الله، ما كان ليظلمك وما كان ليأخذ لك حقاً، فلما كلم فيها قال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها واجعل قبرها في دارها. قال: فرأيتها عمياء تلتمس الجدر تقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد، بينما هي تمشي في الدار خرت في بئر الدار فوقعت فيها فكانت قبرها (٢)


(١) ابن كثير: مرجع سابق: ٤/ ٢٢٣، القرطبي: مرجع سابق: ١٦/ ٢٦٤، الشوكاني: فتح القدير: ٤/ ١٣١
(٢) انظر: اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة: ٧/ ١٣٢٨، الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٣/ ٤٥ - ٥٧

<<  <   >  >>