للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى

الْعَالَمِينَ] آل عمران٣٣.

[وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ]

ص ٤٥ - ٤٧.

يقول الإمام ابن القيم: وإذا تأملت أحوال هذا الخلق، رأيت هذا الاختيار والتخصيص فيه، دالا على ربوبيته تعالى ووحدانيته، وكمال حكمته وعلمه وقدرته، وأنه الذي لا إله إلا هو، فلا شريك له يخلق كخلقه، ويختار كاختياره، ويدبر كتدبيره، فهذا الاختيار والتدبير، والتخصيص المشهود أثره في هذا العالم، من أعظم آيات ربوبيته، وأكبر شواهد وحدانيته، وصفات كماله، وصدق رسله (١).

فاصطفى الله جل وعلا من البشر: الأنبياء والرسل، واختار منهم صفوتهم، وهم: أولوا العزم منهم (٢) قال سبحانه وتعالى [فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ


(١) ابن القيم: زاد المعاد: ١/ ٤٢
(٢) أولو العزم: أي أولو الجد من الرسل، وهم من حفظ له شدة مع قومه ومجاهدة. قال ابن الأثير: واختلف العلماء في تعيينهم على أقوال أشهرها:
أ- أنهم أصحاب الشرائع وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وهو قول مجاهد، وعليه فإن (من) في الآية تكون للتبعيض، وهو قول عطاء الخراساني.
ب- أنهم جميع الرسل، ويكون الرسل كلهم أولو العزم، وهو قول ابن عباس، وعليه، فإن (من) في الآية تكون لبيان الجنس، وهو قول علي بن مهدي الطبري وابن زيد، والقول الأول أشهر.
ابن الأثير: المبارك: الإمام: النهاية في غريب الحديث والأثر، بيت الأفكار الدولية، دون ذكر رقم الطبعة وتاريخها (٦٠٠).
أبو حيان: محمد: الإمام، البحر المحيط في التفسير، دار الفكر، بيروت ١٤٢١هـ: ٩/ ٤٥١.
القرطبي: محمد: الإمام: الجامع لأحكام القرآن: دار الكتاب العربي بيروت ١٤٢٧هـ: ١٦/ ١٨٨
ابن كثير: إسماعيل: الإمام: تفسير القرآن العظيم: دار المعرفة، بيروت ط ٥، ١٤١٢: ٤/ ١٨٥

<<  <   >  >>