للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في خطبة، وغيرها: أنّه لم يقتله ولا أمر بقتله ولا مالأ ولا رضي به، ولقد نهى عنه فلم يسمعوا منه، ثبت ذلك عنه من طرق تفيد القطع عند كثير من أئمة الحديث، ولله الحمد والمنة (١).

قلت: ولم يكن بين الصحابة إلا الود والوفاء:

ولذا لما كان اليوم الذي ارتحلت فيه أم المؤمنين عائشة من العراق إلى المدينة، جاء علي رضي الله عنه فوقف على الباب وحضر الناس وخرجت من الدار في الهودج وودعت الناس ودعت لهم، وقالت: يا بني، لا يعتب بعضنا على بعض، إنّه والله ما كان بيني وبين علي في القوم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه على معتبتي لمن الأخيار، فقال علي: صدقت والله ما كان بيني وبينها إلا ذاك، وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، وسار معها مودعاً ومشيعا أميالاً، وسرح بنيه معها بقية ذلك اليوم، وقصدت في مسيرها ذلك إلى مكة فأقامت بها إلى أن حجت عامها ذلك ثم رجعت إلى المدينة رضي الله عنها (٢).

ولما ضربت لها القبة بعد الجمل، جاء إليها علي رضي الله عنه مسلماً فقال: كيف أنت يا أمه؟ قالت: بخير فقال: يغفر الله لك (٣).

وقد سأل بعض أصحابه أن يقسم فيهم أموال أصحاب طلحة


(١) ابن كثير: البداية والنهاية: ٧/ ١٨٢
(٢) ابن كثير: البداية والنهاية: ٧/ ٢٣٣
(٣) ابن كثير: البداية والنهاية: ٧/ ٢٣١

<<  <   >  >>