للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدليل رد العدل الفاضل معاذ بن جبل عليه كما قال "بئس ما قلت ": أي بئس هو قولاً قلت والله يا رسول الله ما علمت عليه إلا خيراً، وفيه جواز ذم المتكلم بالعيب والقبيح في حق المسلم ونصرة المسلم في غيبته والرد على عرضه، وما زعم من احتمال نافق القائل فيه نظر، لأن عبد الله أنيس لم يتهم بذلك، والأولى حمله على أنّه صدر منه ذلك من غير فكر وروية وقصد إلى معايبة القبيحة الردية، والله أعلم بحقيقة الحال (١).

(٦) ومن شواهد الدفاع:

عن أبي قزعة قال: بينما عبد الملك يطوف بالبيت إذ قال: قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم المؤمنين - فذكر الحديث - وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين باباً شرقياً وباباً غربياً فبلغت به أساس إبراهيم (٢) فقال له الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: لا تقل هذا يا أمير المؤمنين فأنا سمعت أم المؤمنين تحدث بهذا، فقال: لو كنت سمعته قبل أن هدمه لتركته على بناء ابن الزبير (٣).

- وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها صدقت أبا هريرة رضي الله عنه فيما بلغه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: من تبع الجنازة فله قيراط، فقال ابن


(١) ابن علان: دليل الفالحين: ١/ ٩٧، الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٣/ ٤٨٦
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الحج باب فضل مكة وبنيانها (١٥٨٦)
(٣) ابن حجر: فتح الباري: ٣/ ٥٢٢

<<  <   >  >>