للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: ولقد سمعت الشيخ العلامة: محمد بن محمد المختار الشنقيطي، في أحد دروسه بجدة، يحكي عن أحد العلماء المعاصرين، ذهب إلى بلد، كان فيها رجل قد سلط قلمه ولسانه في الطعن على أبي هريرة رضي الله عنه فذهب إليه كي ينصحه ويعظه ويحاوره، فلقيه وهو في ساعاته الأخيرة يحتضر، فقال: فبدأ وجهه بالتغير، ثم تلفظ وقال: آه آه أبو هريرة، أبو هريرة ثم مات على ذلك، نعوذ بالله من الخذلان.

(٧) ومن الشواهد:

قال إسماعيل بن قيس: بلغ بلالاً رضي الله عنه أن ناساً يفضلونه على أبي بكر! فقال: كيف يفضلوني عليه، وإنما أنا حسنة من حسناته!. وعن سالم: أن شاعراً مدح بلال بن عبد الله بن عمر، فقال: وبلال عبد الله خير بلال، فقال ابن عمر: كذبت، بل وبلال رسول الله خير بلال (١).

قال أبو عبد الرحمن الطائي: قدم أسامة على معاوية، فأجلسه معه، وألطفه، فمد رجله، فقال معاوية: يرحم الله أم أيمن، كأني أنظر إلى ظنبوب ساقها بمكة، كأنه ظنبوب نعامة خرجاء، فقال: فعل بك يا معاوية، هي - والله - خير منك، قال: يقول معاوية: اللهم غفراً، والظنبوب: هو العظم الظاهر، والخرجاء: فيها بياض وسواد (٢).

وسبق أن ذكرنا: أن رجلاً نال من عائشة رضي الله عنها عند عمار بن


(١) الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٣/ ١٥٨ - ١٥٥
(٢) الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٣/ ٤٧٦

<<  <   >  >>