للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لحمة نسب ولا صلة صهر إذ الكفر قاطع العلائق بين الكافر والمؤمن، وإن كان المؤمن في أقصى درجات العلا. ولذا قال: [فَخَانَتَاهُمَا] أي: في الدين، وذلك بكفرهم فلم يوافقاهما على الإيمان، ولا صدقاهما في الرسالة، فلم يُجد ذلك كله شيئاً، ولا دفع عنهما محذوراً. [فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً] أي لم يدفع نوح ولوط مع كرامتهما على الله تعالى عن زوجتيهما -لما عصتا- شيئاً من عذاب الله، تنبيها إلى أن العذاب يدفع بالطاعة لا بالوسيلة. [وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ]: أي قيل للمرأتين في الآخرة أو عند موتهما، أدخلا النار مع الداخلين لها من أهل الكفر والمعاصي.

وببيان معنى الآية، ينكشف الإشكال المتوهم في عقول البعض تجاه قوله سبحانه وتعالى: [فَخَانَتَاهُمَا] أي في الكفر وليس المراد: الخيانة الزوجية لأمور:

١ - إجماع المفسرين على هذا المعنى، وأنه لم تزن امرأة نبي قط. قال الإمام القرطبي: وعنه: ما بغت امرأة نبي قط. وهذا إجماع من المفسرين فيما ذكر القشيري (١).

٢ - هو المروي عن السلف رضي الله عنهم:

قال عبد الله بن عباس: ما بغت امرأة نبي قط، إنما كانت خيانتهما في الدين.


(١) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٨/ ١٧٨ ومراجع سابقة، الشوكاني: فتح القدير: ٤/ ٣١٠، ١٠/ ٢١٥

<<  <   >  >>