للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعمالهم الحسنة، ولا يقتدون بهم في غير ذلك، قال أبو صخر: فوالله لكأني لم أقرأها قبل ذلك، وما عرفت تفسيرها حتى قرأها عليّ ابن كعب (١).

يقول الإمام ابن كثير: فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فيا ويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم، ولاسيما سيد الصحابة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وخيرهم وأفضلهم، أعني: الصديق الأكبر والخلفية الأعظم: أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه، فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونَهم ويسبونَهم عياذاً بالله من ذلك، وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة وقلوبَهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن، إذ يسبون من رضي الله عنهم، وأما أهل السنة فإنّهم يترضون عمن رضي الله عنه، ويسبون من سبه الله ورسوله ويوالون من يوالي الله، ويعادون من عادى الله، وهم متبعون لا مبتدعون، ويقتدون ولا يبتدون، ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون (٢).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لن يدخل النار أحداً شهد بدراً والحديبية)، ولذا فقد رضي الله عنهم ووصفهم بوصف الإيمان، فقال سبحانه [لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ .... ] الفتح ١٨.

قال الإمام أبو حيان: والآية دالة على رضا الله تعالى عنهم، ولذا


(١) الشوكاني: فتح القدير: ٢/ ٢٧٥، المنصوري: المقتطف: ٢/ ٤٢٦
(٢) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٢/ ٣٩٨، وانظر: ابن تيمية: مجموع الفتاوى: ١١/ ٥٦

<<  <   >  >>