للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال العلامة السعدي: فهذان الصنفان الفاضلان الزكيان: هم الصحابة الكرام والأئمة الأعلام الذي حازوا من السوابق والفضائل والمناقب ما سبقوا به من بعدهم، وأدركوا من قبلهم، فصاروا أعيان المؤمنين وسادات المسلمين، وقادات المتقين (١).

ثم ذكر سبحانه وتعالى الصنف الثالث: وهم التابعون، ومن دخل في الإسلام إلى يوم القيامة وهم التابعون لآثارهم الحسنة، وأوصافهم الجميلة، الداعون لهم في السر والعلانية، فهم يدعون قائلين:

[رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ] (٢).

قال الإمام القرطبي: قال بعضهم: كن شمساً، فإن لم تستطع فكن قمرا، فإن لم تستطع فكن كوكباً صغيرا، ومن جهة النور لا تنقطع، ومعنى هذا: كن مهاجرياً، فإن قلت لا أجد، فكن أنصارياً فإن لم تجد، فاعمل كأعمالهم، فإن لم تستطع، فأحبهم واستغفر لهم كما أمرك الله تعالى (٣).

ومن صفات التابعين أنهم يدعون الله تعالى ألا يجعل في قلوبهم غلاً ولا حسداً ولا بغضاً ولا غشاً للذين آمنوا.

قال الإمام السيوطي: وفي قوله تعالى {والذين جاءوا من بعدهم}


(١) السعدي: تيسير الكريم الرحمن: ٧٩٠
(٢) ابن كثير: مرجع سابق: ٤/ ٣٦٣
(٣) القرطبي: مرجع سابق: ١٨/ ٣٠

<<  <   >  >>