في حاجة إلى الدفاع عن عقيدتهم وبلادهم وأعراضهم، ولا يبدأ بتعليم الناس البيع والشراء، وهم في مسيس الحاجة إلى تعلم الوضوء والصلاة، فالحكمة تجعل الداعية ينظر ببصيرة المؤمن، فيرى حاجة الناس فيعالجها بحسب ما يقتضيه الحال، وبذلك ينفذ إلى قلوب الناس من أوسع الأبواب، وينشرح له صدورهم، ويرون فيه المنقذ الحريص على سعادتهم ورفاهيتهم وأمنهم.
٦ - إن البصيرة في الدعوة إلى اللَّه هي أعلى درجات الحكمة والعلم، وهذه الخاصية اختص بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم أصحابه، والمخلصين من أتباعه، وهي أعلى درجات العلماء، وحقيقتها الدعوة إلى اللَّه على علم ويقين وبرهان عقلي وشرعي، وترتكز البصيرة في الدعوة إلى اللَّه على ثلاثة أمور:
(أ) أن يكون الداعية على بصيرة، وذلك بأن يكون عالماً بالحكم الشرعي فيما يدعو إليه.
(ب) وأن يكون على بصيرة في حال المدعو حتى يقدم له ما يناسبه.
(ج) وأن يكون على بصيرة في كيفية الدعوة.
٧ - إن العلم النافع المقرون بالعمل الصالح، والحلم والأناة من أعظم الأسس التي تقوم عليها الحكمة في الدعوة إلى اللَّه – تعالى -، ولهذا فقد يكون المرء عالماً أو حليماً، ولا يكون حكيماً حتى يجمع هذه الأسس الثلاثة.
٨ - إن العلم والحلم والأناة لها أسباب تؤدي وتوصل إليها،