حكيمة في دعوتهم إلى اللَّه – تعالى -، تدل على صدقهم ورغبتهم فيما عند اللَّه تعالى، وتبين مدى جهودهم، وتغذي وتربي من اطلع عليها من الدعاة إلى اللَّه تعالى.
٢٣ - إن من أعظم الحكمة في دعوة الملحدين أن تقدّم لهم الأدلّة الفطريّة على وجود اللَّه – تعالى – وربوبيته، والبراهين العقليّة القطعية بمسالكها التفصيلية، والأدلة الحسية المشاهدة، ثم يختم ذلك بالأدلة الشرعية.
٢٤ - إن من الحكمة في دعوة الوثنيين بالحكمة القولية: أن يقدم لهم الداعية الحجج والبراهين العقلية على إثبات ألوهية اللَّه – تعالى -، وأن الكمال المطلق له من كل الوجوه، وما عبد من دونه ضعيف من كل وجه، وأن التوحيد الخالص دعوة جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام والغلو في الصالحين سبب كفر بني آدم، والشفاعة لا تنفع إلا بإذن اللَّه للشافع ورضاه عن الشافع والمشفوع له، وأن البعث ثابت بالأدلة العقلية والنقلية القطعية، وأن اللَّه الذي سخر جميع ما في هذا الكون الفسيح لعباده، فهو في الحقيقة المستحق للعبادة وحده.
٢٥ - إن دعوة اليهود بالحكمة القولية إلى اللَّه – تعالى – ترتكز على إثبات نسخ الإسلام لجميع الشرائع، وإظهار وإثبات وقوع التحريف في التوراة، واعتراف المنصفين من علمائهم، وإثبات رسالة عيسى ومحمد، عليهما الصلاة والسلام.