للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الآية، ينهاهم عن هذا الحلف المتضمّن لقطع النفقة عنه، ويحثُّه على العفو والصفح، ويعده بمغفرة اللَّه إن غفر له، فقال: {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} إذا عاملتم عبيده، بالعفو والصفح، عاملكم بذلك، فقال أبو بكر - رضي الله عنه - لما سمع هذه الآية-: بلى، واللَّه إني لأحب أن يغفر اللَّه لي، فرجَّع النفقة إلى مسطح، وفي هذه الآية دليل على النفقة على القريب، وأنه لا تترك النفقة والإحسان بمعصية الإنسان، والحث على العفو والصفح، ولو جرى عليه ما جرى من أهل الجرائم (١).

٢ - وقال اللَّه - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٢).

«هذا تحذير من اللَّه للمؤمنين، من الاغترار بالأزواج والأولاد، فإن بعضهم عدو لكم، والعدو هو الذي يريد لك الشر، ووظيفتك الحذر ممن هذا وصفه، والنفس مجبولة على محبة الأزواج والأولاد، فنصح تعالى عباده أن توجب لهم هذه المحبة الانقياد لمطالب الأزواج والأولاد، ولو كان فيها ما فيها من المحذور الشرعي، ورغبهم في امتثال أوامره، وتقديم مرضاته بما عنده من


(١) تيسير الكريم الرحمن، ص ٦٦٠.
(٢) سورة التغابن، الآية: ١٤.

<<  <   >  >>