[المطلب الأول: موقفه - رضي الله عنه - في تقديم نفسه فداء للنبي - صلى الله عليه وسلم - ودعوته]
عندما اجتمع قريش في دار الندوة، وأجمعوا على قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - والتخلص منه، أعلم اللَّه نبيه - صلى الله عليه وسلم - بذلك، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحكم خلق اللَّه، فأراد أن يبقى من أراد قتله ينظر إلى فراشه ينتظرونه يخرج عليهم، فأمر علي بن أبي طالب الشاب البطل أن ينام في فراشه تلك الليلة، ومن يجرؤ على البقاء في فراش رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - والأعداء قد أحاطوا بالبيت يتربصون به ليقتلوه؟ من يفعل هذا ويستطيع البقاء في هذا البيت وهو يعلم أن الأعداء لا يفرقون بينه وبين رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في مضجعه؟ إنه لا يفعل ذلك إلا أبطال الرجال وشجعانهم بفضل اللَّه - تعالى - فرضي اللَّه عن علي وأرضاه.
وقد أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُقيم بمكة أياماً حتى يؤدي أمانة الودائع والوصايا التي كانت عنده إلى أصحابها من أعدائه كاملة غير منقوصة، وهذا من أعظم العدل وأداء الأمانة (١).
[المطلب الثاني: موقفه في بدر مع رؤوس الكفر]
عندما تراجع غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - الكبيرة يوجد ذكر على بن أبي طالب مقروناً بها، فتارة يحمل اللواء، وتارة يفرق جموع الأعداء، وتارة يفتح الحصون المستعصية ويهدم الأصنام، فهو بطل معلم.
عندما تواجه الجيشان في معركة بدر الكبرى، والتقى الفريقان،