للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأصبحت أما للمؤمنين (١).

وعلي - رضي الله عنه - له مواقف أخرى كثيرة، تظهر فيها الحكمة العظيمة، ولكن المقام لا يتسع إلا لما ذكر من المواقف السابقة، وهكذا يفعل من يرجو اللَّه واليوم الآخر، فإن الإنسان إذا كان همه للَّه، وقلبه معلق باللَّه، عمل كل ما يحب مولاه تبارك وتعالى.

وقد ظهرت حكمة علي - رضي الله عنه - في هذا الموقف من عدّة وجوه، منها:

(أ) قوله: ((أُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟))؛ فإنه - رضي الله عنه - استفسر من النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل القتال، إلى أي مدى يستمر القتال؟ وهذا من أعظم الحكمة؛ لأن الداعية لابد له من وضوح الهدف والغاية، وأن يكون على بصيرة من أمره.

(ب) وقوله: ((أنا الذي سمتني أمي حيدرة))، وهذا فيه تذكير لمرحب؛ لأنه قد رأى في المنام أن أسداً يقتله، فذكره علي - رضي الله عنه - بذلك، ليخيفه ويضعف نفسه، حتى يستولي على قتله.

(ج) وقوله: ((أوفيهم بالصاع كيل السندرة)) هذا فيه إرهاب وإخبار


(١) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب المغازي. باب غزوة خيبر، ٧/ ٤٦٩، (رقم ٤٢٠٠، ٤٢٠١)، وانظر: البداية والنهاية، ٤/ ١٨١ - ١٩١، وابن هشام، ٣/ ٣٧٨ - ٣٨٨، وانظر: ترجمة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كاملة في الإصابة في تمييز الصحابة، ٢/ ٥٠٧ - ٥١٠، والبداية والنهاية، ٧/ ٢٢٢ - ٢٢٤، وانظر: شجاعة علي أيضاً في حياة الصحابة للكاندهلوي، ١/ ٥٤١ - ٥٤٦.

<<  <   >  >>