للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي سنَّ لكل مسلم قُتِلَ صبراً الصلاة (١).

٧ - وهذا سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - تَعْرض أمه عليه أن يكفر بدين محمد - صلى الله عليه وسلم -، وحلفت أن لا تكلمه، ولا تأكل ولا تشرب حتى تموت فيعيّر بها، فيقال: يا قاتل أمه! وقالت له: زعمت أن اللَّه وصّاك بوالديك، وأنا أمك، وأنا آمرك بهذا. قال سعد: لا تفعلي يا أمّه إني لا أدع ديني هذا لشيء. فبقيت ثلاثة أيام لا تأكل ولا تشرب، فلما رأى سعد بن أبي وقاص ذلك منها قال لها: يا أمَّهْ أتعلمين واللَّه لو كان لك مائة نفسٍ، فخرجت نفساً نفساً، ما تركت ديني إن شئتِ فكلي أو لا تأكلي. فلما رأت ذلك أكلت (٢). قال سعد - رضي الله عنه -: نزلت هذه الآية فيّ: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} (٣) وقد جعل اللَّه سعداً مستجاب الدعوة لدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اللَّهم استجب لسعد إذا


(١) البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد، باب هل يستأسر الرجل ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل، ٦/ ١٦٦، (رقم ٣٠٤٥)، وكتاب المغازي، باب حدثني عبد الله بن محمد الجعفي، ٧/ ٣٠٨، (رقم ٣٩٨٩)، ٧/ ٣٧٨، ١٣/ ٣٨١، وانظر: سير أعلام النبلاء، ١/ ٢٤٦.
(٢) انظر: صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل سعد بن أبي وقاص ٤/ ١٨٧٧، (رقم ١٧٤٨) مختصراً بمعناه، وأحمد، ١/ ١٨١ - ١٨٢، والترمذي، ٥/ ٣٤١، وانظر: سير أعلام النبلاء، ١/ ١٠٩.
(٣) سورة لقمان، الآية: ١٥.

<<  <   >  >>