للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما قدموا مكة واعدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عند العقبة، وجاءهم على

موعدهم، ثم تكلم رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، ثم قالوا: يا رسول اللَّه، على ما نبايعك؟ فقال: ((تبايعوني على: السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في اللَّه لا تخافون لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم ما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة)) (١)،فقاموا إليه فبايعوه.

وبعد عقد هذه البيعة جعل عليهم رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - اثني عشر زعيماً، يكونون نقباء على قومهم، وكانوا تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس، ثم رجعوا إلى يثرب، وعندما وصلوا أظهروا الإسلام فيها، ونفع اللَّه بهم في الدعوة إلى اللَّه تعالى (٢).

وبعد أن تمت بيعة العقبة الثانية ونجح النبي - صلى الله عليه وسلم - في تأسيس وطن للإسلام، انتشر الخبر في مكة كثيراً، وثبت لقريش أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بايع أهل يثرب، فاشتد أذاهم على من أسلم في مكة، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالهجرة إلى المدينة، فهاجر المسلمون، فاجتمع قريش في يوم ٢٦ من شهر صفر سنة ١٤ من النبوة، وأجمعوا على قتل


(١) أحمد في المسند، ٣/ ٣٢٢، والبيهقي، ٩/ ٩، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، ٢/ ٦٢٤، وحسن إسناده للحافظ في الفتح، ٧/ ١١٧.
(٢) انظر: سيرة ابن هشام، ٢/ ٤٩، والبداية والنهاية، ٣/ ١٥٨، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، ٢/ ١٤٢، والرحيق المختوم، ص١٤٣.

<<  <   >  >>