للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مدبر (١).

فقد أقام محمد - صلى الله عليه وسلم - براهين عديدة من أخلاقه على صدقه، وأن ما يدعو إليه حق.

[٤ - موقفه - صلى الله عليه وسلم - مع الأعرابي الذي بال في المسجد:]

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: بينما نحن في المسجد مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: مَه مَهْ (٢)، قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تزرموه (٣)، دعوه))، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - دعاه فقال له: ((إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر اللَّه، والصلاة وقراءة القرآن))، أو كما قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -.

قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه (٤) عليه (٥).


(١) الإصابة في تمييز الصحابة، ١/ ٥٦٦.
(٢) مه: كلمة زجر، وهو اسم مبني على السكون، معناه: اسكت. وقيل: أصلها: ما هذا؟ انظر: شرح النووي، ٣/ ١٩٣.
(٣) لا تزرموه: أي لا تقطعوا عليه بوله. والإزرام: القطع. انظر: المرجع السابق، ٣/ ١٩٠.
(٤) شنه: أي صبه عليه. انظر: المرجع السابق، ٣/ ١٩٣.
(٥) أخرجه مسلم بلفظه في كتاب الطهارة، باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد وأن الأرض تطهر بالماء من غير حاجة إلى حفرها، ١/ ٢٣٦، (رقم ٢٨٥)، والبخاري مع الفتح، بمعناه مختصراً في كتاب الوضوء، باب ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله في المسجد، ١/ ٣٢٢، (رقم ٢١٩)، وروايات بول الأعرابي في البخاري في عدة مواضع، ١/ ٢٢٣، ١٠/ ٤٤٩، ١٠/ ٥٢٥.

<<  <   >  >>