للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حلاً بعد أن كان يعيش في ظلمات الجهل والخرافات، فأصبح مجتمعاً يضرب به المثل في جميع الكمال الإنساني، وهذا بفضل اللَّه وحده، ثم بفضل هذا النبي الحكيم، فحَريٌّ بالدعاة إلى اللَّه أن يسلكوا مسلكه، ويهتدوا بهديه - صلى الله عليه وسلم - (١).

[٥ - ميثاق المهاجرين والأنصار وموادعة اليهود:]

بعد أن قام رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، عقد معاهدة أزاح بها لك ما كان من حزازات الجاهلية والنزعات القبلية، ولم يترك مجالاً لتقاليد الجاهلية، وقد وضع في هذه المعاهدة ميثاقاً للمهاجرين والأنصار، متضمناً موادعة اليهود بالمدينة، وهذا من أبرز الجهود التي بدلها - صلى الله عليه وسلم - في الإصلاح والتأسيس.

كتب رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - كتاباً بين المهاجرين والأنصار، وادع فيه اليهود، وعاهدهم، وأقرهم على أموالهم، واشترط عليهم، وشرط لهم (٢).

وهذا الميثاق في غاية الدقة، وحسن السياسة، وكمال الحكمة من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد ربط بين جميع المسلمين في المدينة وبين


(١) انظر: الرحيق المختوم، ص١٨٣.
(٢) انظر: البداية والنهاية لابن كثير، ٣/ ٢٢٤ - ٢٢٦، وزاد المعاد، ٣/ ٦٥، وانظر: كتابة الميثاق بين المسلمين ويهود المدينة في سيرة ابن هشام، ٢/ ١١٩ - ١٢٣.

<<  <   >  >>