للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الأيام كراهة السَّآمة عليهم (١).

فصلوات اللَّه وسلامه عليه فقد دل أمته على كل خير وحذرهم من كل شر، ودعا على من شق على أمته، ودعا لمن رفق بهم كما تقدم في حديث عائشة وهذا من أبلغ الزواجر عن المشقة على الناس، وأعظم الحث على الرفق بهم (٢).

[٨ - موقفه - صلى الله عليه وسلم - مع من شفع في ترك إقامة الحد:]

قد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعدل البشر في جميع أموره وأحكامه، ومما يضرب به المثل في عدله إلى يوم القيامة قصة المخزومية التي سرقت فقطع يدها بعد أن شفع فيها أسامة، ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يحابِ في ذلك ولم يقبل الشفاعة في حد من حدود اللَّه تعالى.

فعن عائشة - رضي الله عنها - أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة الفتح، فقالوا: من يكلم فيها رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد، حب رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فأُتيَ بها رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فكلمه فيها أسامة بن زيد، فتلون وجه رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أتشفع في حد من حدود اللَّه؟)) فقال له أسامة: استغفر لي يا رسول اللَّه! فلما كان العشي قام رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فاختطب فأثنى على اللَّه بما هو أهله، فقال: ((أما بعد، أيها


(١) انظر: فتح الباري، ١/ ١٦٢، ١٦٣.
(٢) انظر: شرح النووي على مسلم، ١٢/ ٢١٣.

<<  <   >  >>