للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد كان سبب إسلام هذه المرأة أمران:

الأمر الأول: ما رأته من أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من مزادتيها ولم ينقص ذلك من مائها شيئاً، وهذا من معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - التي تدل على صدق رسالته.

الأمر الثاني: كرم النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أمر أصحابه أن يجمعوا لها، فجمعوا لها طعاماً كثيراً.

أما قومها، فقد أسلموا على يديها، لأن المسلمين صاروا يراعون قومها بإقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - على سبيل الاستئلاف لهم، حتى كان ذلك سبباً لإسلامهم (١).

وهذه الأمثلة التي سقتها ما هي إلا قطرة من بحر كرم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فما أحوجنا، وما أولى جميع الدعاة إلى اللَّه - عز وجل - إلى الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والاقتباس من نوره وهديه في دعوته وفي أموره كلها، واللَّه المستعان.

١٠ - مواقف النبي - صلى الله عليه وسلم - مع زعيم المنافقين عبد اللَّه بن أُبيّ:

قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وقد أجمع الأوس والخزرج على تمليك عبد اللَّه بن أُبيّ، ولم يختلف عليه في شرفه اثنان، ولم تجتمع الأوس والخزرج قبله ولا بعده على رجل من أحد الفريقين، وكانوا قد نظموا له الخرز، ليُتَوِّجوه ثم يملِّكوه عليهم، فجاءهم اللَّه -


(١) انظر: فتح الباري، ١/ ٤٥٣.

<<  <   >  >>