للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أروع الأمثال لذلك ما رواه البخاري في صحيحه "آخى رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بين عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن الربيع، فقال سعد: قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالاً، فأقسم مالي بيني وبينك نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، فقال عبد الرحمن: بارك اللَّه لك في أهلك ومالك، أين سوقكم؟ فدلوه على سوق بني قينقاع فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن، ثم تابع الغدوة ثم جاء يوماً وبه أثر صُفرة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَهْيَم؟)) (١)، قال: تزوجت امرأة من الأنصار، فقال: ((ما سقت فيها؟)) قال: وزن نواة من ذهب، أو نواة من ذهب، فقال: ((أولِم ولو بشاة)) (٢).

[٤ - التربية الحكيمة:]

وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يتعهدهم بالتعليم والتربية وتزكية النفوس، والحث على مكارم الأخلاق، ويؤدبهم بآداب الود والإخاء والمجد والشرف والعبادة والطاعة (٣).


(١) مهيم: كلمة استفهام، أي: ما حالك، وما شأنك؟ انظر: القاموس المحيط، باب الميم، فصل الميم، ص١٤٩٩.
(٢) البخاري مع الفتح، كتاب مناقب الأنصار، باب إخاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار، ٧/ ١١٢ حديث رقم ٣٧٨٠، ٣٧٨١، واللفظ من الموضعين، وانظر: باب كيف آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه، في الكتاب السابق نفسه.
(٣) انظر: الرحيق المختوم، ص١٧٩، ١٨١، ٢٠٨، والتاريخ الإسلامي، لمحمود شاكر، ٢/ ١٦٥.

<<  <   >  >>