للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد اللَّه بن أُبيّ حين أمكنه اللَّه منهم، فقال: يا محمد، أحسن في موالي، فأبطأ عليه رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد، أحسن في موالي، فأعرض عنه، فأدخل يده في جيب درع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: واللَّه لا أرسلك حتى تحسن في موالي أربع مائة حاسر، وثلاث مائة دارع (١)، قد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة، إني واللَّه امرؤ أخشى الدوائر، فوهبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - له (٢)، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها، فخرجوا إلى أذرعات من أرض الشام، وقبض منهم أموالهم، وخمس غنائمهم صلوات اللَّه وسلامه عليه (٣).

(ب) ما فعله مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحد:

خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى معركة أحد، فلما صار بين أحد والمدينة انخزل عبد اللَّه بن أُبيّ بنحو ثلث العسكر، ورجع بهم إلى المدينة فتبعهم عبد اللَّه بن عمرو بن حرام، والد جابر - رضي الله عنه - فوبّخهم، وحضهم على الرجوع، وقال: تعالوا قاتلوا في سبيل اللَّه أو ادفعوا، قالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع، فرجع عنهم وسبهم (٤).


(١) الحاسر: هو الذي لا درع له، والدارع: هو لابس الدرع. انظر: المعجم الوسيط، مادة (حسر)، ١/ ١٧٢، ومادة (درع)، ١/ ٢٨٠.
(٢) انظر: سيرة ابن هشام، ٢/ ٤٢٨، والبداية والنهاية لابن كثير، ٤/ ٤.
(٣) انظر: زاد المعاد، ٣/ ١٢٦، ١٩٠.
(٤) انظر: زاد المعاد في هدي خير العباد، ٣/ ١٩٤، وسيرة ابن هشام، ٣/ ٨، ٣/ ٥٧، والبداية والنهاية، ٤/ ٥١.

<<  <   >  >>