للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا} (١).

وقد ظهرت الحكمة المحمدية، وتجلت السياسة الرشيدة في إخماد النبي - صلى الله عليه وسلم - نار الفتنة، وقطع دابر الشر - بفضل اللَّه ثم بصبره - على عبد اللَّه بن أُبيّ، وتحمله له، والإحسان إليه، ومقابلة هذه المواقف المخزية من هذا الزعيم المنافق بالعفو؛ لأن هذا الرجل له أعوان، ويخشى من شرهم على الدعوة الإسلامية؛ ولأنه يظهر إسلامه، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب - حينما قال: يا رسول اللَّه دعني أضرب عنق هذا المنافق -: ((دعه حتى لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه)) (٢).

فلو قتله رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - لكان ذلك منفِّراً للناس عن الدخول في الإسلام؛ لأنهم يرون أن عبد اللَّه بن أُبيّ مسلم، ومن ثم سيقول الناس: إن محمداً يقتل المسلمين، فعند ذلك تظهر المفاسد، وتتعطل المصالح.


(١) سورة المنافقون، الآية: ٧.
٣ - والحديث في البخاري مع الفتح، كتاب التفسير، سورة المنافقون، باب قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ}، ٨/ ٦٤٨، (رقم ٤٩٠٤)، ومسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، ٤/ ٢١٤٠، (رقم ٢٧٧٢).
(٢) البخاري مع الفتح، كتاب التفسير، سورة المنافقون، باب {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ}، ٨/ ٦٤٨، ٨/ ٦٥٢، ٦/ ٥٤٦، (رقم ٤٩٠٥)، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، ٤/ ١٩٩٨، (رقم ٢٥٨٤/ ٦٣).

<<  <   >  >>