أما مسلم بن عيسى الصفَّار، البغدادي، فقد قال عنه الدارقطني: "متروك " -كما في سؤالات الحاكم له (ص١٥٧رقم ٢٣٢)، والميزان (٤/ ١٠٦ رقم ٨٥٠٢) -. وأما شهاب بن حرب، فقد حكم عليه الحاكم هنا بالجهالة، ولم أجد من تكلم عنه سواه. وأما متن الحديث، فقد ذكر ابن الجوزي في موضوعاته (١/ ٤٠٩ - ٤١٤) جملة أحاديث بمعناه، وليس فيها ذكر للسفرجلة، ثم قال عقب ذكره لها: "هذا حديث موضوع لا يشك المبتديء في العلم في وضعه، فكيف بالمتبحر؟ ولقد كان الذي وضعه أجهل الجهال بالنقل والتاريخ، فإن فاطمة ولدت قبل النبوة بخمس سنين، وقد تلقفه منه جماعة أجهل منه فتعددت طرقه، وذكره الإسراء كان أشد لفضيحته فإن الِإسراء كان قبل الهجرة بسنة بعد موت خديجة، فلما هاجر أقام بالدينة عشر سنين، فعلى قول من وضع هذا الحديث يكون لفاطمة يوم مات النبي -صلَّى الله عليه وسلم- عشر سنين وأشهر، وأين الحسن والحسن وهما يرويان عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان لفاطمة من العمر ليلة المعراج سبع عشرة سنة، فسبحان من فضح هذا الجاهل الواضع على يد نفسه". اهـ. وذكر الذهبي هذا الحديث في الميزان (٢/ ٤١٦)، وقال: "قد علم الصبيان أن جبرائيل لم يهبط على نبينا إلا بعد مولد فاطمة بمدة". وقال ابن حجر في الأطراف: "الموضع عليه ظاهر؛ فإن فاطمة ولدت قبل ليلة الإِسراء بالِإجماع". اهـ. من اللآليء (١/ ٣٩٥). وقال في اللسان (٥/ ١٦٠): "كان الذي وضعه (خذل)، وإلا ففاطمة ولدت قبل الإِسراء بمدة، فإن الصلاة فرضت في ليلة الإسراء، وقد صح أن =